تُركِستان تايمز – إسطنبول، 20 مايو : كشفت وكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MİT) عن تفكيك شبكة تجسس عالية التقنية تابعة للصين كانت تعمل داخل الأراضي التركية. وقد تبين أن هذه الشبكة استهدفت بشكل أساسي الأويغور المقيمين في تركيا والمسؤولين الحكوميين الأتراك لجمع معلوماتهم الشخصية واتصالاتهم بطرق غير قانونية. خلال العملية الأمنية، تم القبض على 7 مشتبه بهم، وقد أمر القضاء بتوقيفهم وإيداعهم السجن.
ووفقاً لتقارير واسعة في مختلف وسائل الإعلام التركية، فقد تمكن جهاز الاستخبارات التركي من كشف هذه الشبكة بعد مراقبة دقيقة استمرت لفترة طويلة لـ 7 مشتبه بهم يُعتقد أنهم قدموا من الصين. وقد تبين أن الشبكة كانت تنشط في خمس مدن رئيسية هي إسطنبول، إزمير، مانيسا، باليكسير، وبورصة. استخدم عناصر الشبكة أجهزة خاصة تُعرف بـ «محطات القاعدة المزيفة» (ساختا بازا ئىستانسىسى) لجمع بيانات المواقع، وسجلات المكالمات، ورسائل الهواتف للأشخاص المستهدفين، وإرسالها مباشرة إلى مركز الاستخبارات في الصين.
وأوضحت معلومات نقلتها CNN TÜRK أن تقنية «محطات القاعدة المزيفة» تستغل مبدأ اتصال الهاتف بأقرب أو أقوى إشارة لبرج الاتصالات. فعندما يقترب الجواسيس بهذه الأجهزة لمسافة 50 متراً من الشخص الذي يستهدفون الحصول على معلوماته، يضطر الهاتف تلقائياً للاتصال ببرج القاعدة المزيف هذا، وبالتالي يصبح كل شيء من بيانات في يدي الجواسيس. هذه التقنية تشبه إلى حد كبير الأساليب التي تستخدمها الأجهزة الأمنية الرسمية بعد الحصول على أوامر قضائية، مما يدل على القدرات العالية لهذه الشبكة.
وكشفت التحقيقات أيضاً عن تفاصيل تتعلق بكيفية إدخال هذه الأجهزة إلى تركيا. نظراً لصعوبة تمرير هذه الأجهزة عالية التقنية عبر نقاط التفتيش الجمركي كقطعة واحدة، فقد عمد الجواسيس إلى تفكيكها إلى أجزاء، ونقلها إلى تركيا عبر موزعين منفصلين (كورير)، وذلك لتهريبها بعيداً عن رقابة التفتيش. وقد تم تجميع الأجزاء وتشغيلها داخل الأراضي التركية.
خلال العملية التي نفذتها وكالة الاستخبارات الوطنية التركية بالتعاون مع النيابة العامة في إسطنبول ومديرية الأمن في إسطنبول، تم القبض على المشتبه بهم السبعة متلبسين أثناء قيامهم بنشاطهم التجسسي. على الرغم من محاولة بعض المقبوض عليهم في البداية إنكار معرفتهم ببعضهم البعض، إلا أن التحقيقات اللاحقة أثبتت أنهم جزء من شبكة مترابطة بإحكام. كما أفادت التقارير أن أحد المشتبه بهم ادعى عند القبض عليه أنه كان في الموقع لتصوير فيلم إعلاني.
وأكدت نتائج التحقيقات أن جميع الأجهزة التقنية التي تم ضبطها كانت مصنعة ومبرمجة في الصين. وقد ثبت تورط المشتبه بهم في عمليات تنصت وتجسس غير قانونية. وتم إحالة هؤلاء الأشخاص السبعة إلى المحكمة، التي بدورها أمرت بتوقيفهم وإيداعهم السجن.
تسلط هذه العملية الضوء مرة أخرى على استمرار الأنشطة الاستخباراتية الصينية في تركيا، خاصة تلك التي تستهدف الجالية الأويغورية، وتظهر استخدام هذه الأنشطة لوسائل وتقنيات متقدمة.