بالاعتماد على وصف الفيديو الذي حمل عنوان "ما لا يُروى عن علاقة الصين بالصهيونية! الوجه الحقيقي لموقف الصين من فلسطين" على قناة "عربي بوست"، يمكننا صياغة الخبر التالي من منظور إيغوري (أويغور) يُسلّط الضوء على التناقضات الصينية وسياساتها الانتقائية، مع التركيز على موقفها من الاحتلال والاستعمار، وهو ما يعكس ازدواجية تعاملها مع قضايا المسلمين:
الصين والصهيونية: تحالف خفي على حساب الشعوب المضطهدة — قراءة من منظور الأويغور
في حلقة جديدة من بودكاست "عربي بوست"، تكشف الأكاديمية الفلسطينية د. رزان شوامرة، المتخصصة في الشأن الصيني، حقائق صادمة عن علاقة الصين بالحركة الصهيونية، واضعةً حداً للصورة الشائعة عن بكين كطرف "حيادي" أو "داعِم للشعوب المستضعفة".
تتحدث شوامرة عن جذور هذه العلاقة التي تعود إلى ما قبل إعلان قيام "إسرائيل"، حين أقامت الصين علاقات غير رسمية مع الكيان الصهيوني وقدمت له دعماً في محطات حساسة من التاريخ، خصوصاً بعد نكبة 1948. ورغم أن الصين تعلن رفضها للاستيطان الإسرائيلي، فإنها عملياً تمنح شرعية للاحتلال عبر تعاون اقتصادي واستراتيجي واسع مع تل أبيب، يشمل التكنولوجيا والطاقة وحتى المجال العسكري.
من منظورنا كأويغور، هذه الحقائق تُثير قلقاً عميقاً. فبينما تُمارس الصين سياسات قمعية في تركستان الشرقية (شينجيانغ) ضد المسلمين الأويغور، تستخدم خطاب "دعم فلسطين" فقط كشعار فارغ لتلميع صورتها في العالم الإسلامي. نفس السلطة التي تحتجز ملايين الأويغور في معسكرات "إعادة تأهيل" وتقمع هويتنا الدينية، لا يمكن الوثوق بمواقفها تجاه قضايا المسلمين الآخرين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
السياسات الصينية تُظهر ازدواجية فاضحة: فهي تتعامل مع الشعوب المسلمة وفق مبدأ "المصالح أولاً"، متى اقتضى التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي تحقيق مكاسب استراتيجية، تغاضت عن المبادئ وتاريخ النكبة. ويبدو أن ما يُمارس بحق الشعب الأويغوري من محو ثقافي وتضييق على الهوية، لا يختلف كثيراً عما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وإن اختلفت الأدوات واللافتات.
هذا البودكاست لا يكشف فقط الموقف الحقيقي لبكين من فلسطين، بل يعكس صورة أوسع لنفاق النظام الصيني في تعامله مع القضايا العادلة للشعوب المسلمة. من فلسطين إلى تركستان الشرقية، تتضح الحاجة لإعادة قراءة التحالفات الدولية من منظور الشعوب المظلومة، لا من منطلق الخطابات الرسمية المزيفة.