ورشة عمل في أنقرة بعنوان «قضية الأويغور في ظل الظروف الراهنة»: تناول لمعسكرات الاعتقال وسياسات الاستيعاب الصينية

نُظمت ورشة عمل بعنوان «قضية الأويغور في ظل الظروف الراهنة» بالتعاون بين مجلس مدينة أنقرة وأكاديمية الأويغور. وخلال الورشة، تم تناول انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها أتراك الأويغور من منظور القانون الدولي والدبلوماسية

تاريخ تحديث الخبر: 18.09.2025 
المصدر: مركز الأخبار

ورشة عمل في أنقرة بعنوان «قضية الأويغور في ظل الظروف الراهنة»: تناول لمعسكرات الاعتقال وسياسات الاستيعاب الصينية

نظم مجلس مدينة أنقرة وأكاديمية الأويغور ورشة عمل بعنوان «قضية الأويغور في ظل الظروف الراهنة» بتاريخ 17 سبتمبر 2025. شارك في الورشة التي أقيمت في مقر مجلس مدينة أنقرة؛ سفير تايوان في أنقرة فولكان تشيه-يانغ هوانغ، ورئيس مجلس الدبلوماسية في مجلس مدينة أنقرة السفير السابق متين كيليتش، ورئيس مجلس مدينة أنقرة خليل إبراهيم يلماز، ورئيس المؤتمر العالمي للأويغور تورغونجان ألافودون، ورئيس أكاديمية الأويغور رشات عباس، وعضو هيئة التدريس في كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة البروفيسور الدكتور إركين إيميت، وسفير تركيا السابق في طهران أوميت يارديم.

افتتح رئيس مجلس مدينة أنقرة، يلماز، الورشة بكلمته. وأكد يلماز أن أنقرة، على الرغم من تعداد سكانها البالغ ستة ملايين نسمة، ليست مجرد ولاية، بل هي «مدينة نهضة» تلهم الأمم المظلومة بماضيها التاريخي. وقال يلماز إن المشاكل التي يواجهها الأفراد من مختلف التخصصات والمواطنون من أصل تركي الذين يعيشون في المدينة هي أيضاً مشكلة أنقرة.

وذكر يلماز أن الحكومة الصينية تنفذ سياسات قمعية متنوعة في المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن منظمات حقوق الإنسان الدولية وبعض الدول تعتبر ممارسات مثل معسكرات الاعتقال الجماعي والقيود الدينية والثقافية والعمل القسري ممارسات غير إنسانية.

وأشار يلماز إلى أن مجلس المدينة يجمع أشخاصًا من تخصصات مختلفة ويشكل مركزًا للتضامن حيث لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه، قائلاً: «ورشة العمل التي ننظمها بالاشتراك مع أكاديمية الأويغور، على الرغم من أنها قد لا تبدو مشكلة مباشرة للمدينة، إلا أننا أردنا استضافة موضوع يرغب سكان المدينة في مناقشته وتوفير أرضية للمعلومات الصحيحة».

أعاد يلماز التأكيد على شعور أنقرة بأنها عاصمة الأمم المظلومة. وأعرب يلماز عن أن الواثقين من نضالهم لن يترددوا في النقاش، قائلاً: «يشرفني أن أستضيف أمسية يمكننا فيها طرح مشاعرنا بحرية على الطاولة دون خوف من النقاش».

ادعاءات الصين الإبادية حول أتراك الأويغور

بدأ البروفيسور الدكتور إيميت كلمته بالقول: «في تركستان الشرقية، حيث أسس القراخانيون أول دولة تركية مسلمة، وحيث وقع أول تهجير تركي، وحيث كُتب أول كتاب فلسفي قانوني وهو قوتادغو بيليغ؛ يواجه ما يقرب من 25 مليون مسلم تركي، وعلى رأسهم الأويغور والهازار والقرغيز، خطر الإبادة الجماعية تحت قمع وإدارة الصين وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وظلمها».

وذكر إيميت أنه منذ عام 2009، يتم اقتياد صحفيين وأكاديميين من تركيا إلى تركستان الشرقية في جولات دعائية. وأشار إلى أنه يتم التركيز على أربعة خطابات رئيسية في هذه الجولات، قائلاً: «أولاً، يتم خلق تصور بأن «الأويغور سعداء ويرقصون». يتم إجبار الوفود الزائرة على مشاهدة الأويغور وهم يرقصون، وهذه إحدى أشهر أساليب التضليل الصينية. الرقص ليس مؤشراً على السعادة المجتمعية، بل هو مجرد عرض فلكلوري».

«المساجد موجودة ولكن لا يوجد مصلون بداخلها»

أوضح إيميت أن الادعاء الثاني يتعلق باللغة الأويغورية، قائلاً: «التحدث في الشوارع والأسواق مسموح به، لكن منذ عام 2017، تم حظر اللغة الأم تمامًا في التعليم من رياض الأطفال إلى الجامعة». وذكر إيميت أن الكذبة الثالثة هي خطاب «التكنولوجيا والأبحاث تتطور»، مؤكداً أن هذا النوع من الأبحاث والمنشورات توقف تمامًا بعد عام 2010.

رابعًا، تطرق إيميت إلى قضية الحرية الدينية، قائلاً: «المساجد موجودة ولكن لا يوجد مصلون بداخلها، والصلاة ممنوعة. هذا الوضع تم توثيقه أيضًا في التقارير الدولية». كما استنكر إنكار وجود معسكرات الاعتقال، مضيفًا أن 13 من أقاربه خرجوا من هذه المعسكرات.

واختتم إيميت كلمته بالتأكيد على ضرورة طرح هذه القضية بشكل أكبر على جدول الأعمال في تركيا.

«الصين حظرت اللغة الأم أولاً»

قدم رئيس أكاديمية الأويغور، عباس، عرضًا تقديميًا بعنوان «سياسات الاستيعاب والإبادة الجماعية التي تطبقها الصين على أتراك الأويغور». وشرح عباس بالتفصيل سياسات الاستيعاب والإبادة الجماعية التي تنفذها الصين في تركستان الشرقية. وذكّر عباس بأنه بموجب تعميم صدر في 1 سبتمبر 2017، تم إلغاء اللغة الأويغورية كلغة للتعليم، قائلاً: «على الرغم من أن هذا التعميم يتعارض مع الدستور الصيني، بدأ أطفال الأويغور بعد عام 2017 في تلقي التعليم باللغة الصينية فقط في المدارس. يتم إرسال الأطفال الذين يتم فصلهم عن عائلاتهم منذ سن الثالثة إلى المدارس الداخلية ويتم تنشئتهم كصينيين».

كما تطرق عباس إلى قمع الصين للحريات الدينية، قائلاً إنه منذ عام 2012، تم هدم ما لا يقل عن 14 ألف مسجد في تركستان الشرقية، وإزالة المآذن، وجمع الكتب الدينية وتدميرها.

وأضاف عباس: «لقد وضعوا نظام دخول بالبطاقات على أبواب المساجد. يُسمح فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا بالدخول. وأصبح من الإلزامي إقامة مراسم رفع العلم الصيني في المساجد صباح كل يوم اثنين»، مشيراً إلى أنه تم جمع جميع الكتب الدينية، وعلى رأسها القرآن الكريم، وتم تعليق كتابات دعائية إلزامية على جدران المنازل.

يتم تهجير الصينيين إلى تركستان الشرقية

أفاد رئيس مجلس الدبلوماسية في مجلس مدينة أنقرة، السفير السابق متين كيليتش، بأنه يقوم بزيارات منتظمة إلى تركستان الشرقية منذ مذبحة أورومتشي عام 2009. وذكر كيليتش أنه عندما زار المنطقة في عام 2008، كانت مدن أورومتشي وكاشغر وتورفان تتكون من مبانٍ تقليدية من طابقين أو أربعة طوابق، وكانت الطرق مشجرة وفرص الإقامة محدودة. وأشار كيليتش إلى أن المؤسسات الرسمية المختلفة في المنطقة كانت تستخدم مناطق زمنية مختلفة، مما تسبب في مشاكل في حجز تذاكر الطيران. وأضاف كيليتش أنه بحلول عام 2010، بدأت هجرة صينية كثيفة إلى تورفان، وأصبح الصينيون يشكلون غالبية العاملين في المطاعم والفنادق.

كما شارك كيليتش ملاحظاته حول التدابير الاجتماعية. وذكر أنه يتم منع الأويغور من الذهاب إلى المناطق الصناعية الأخرى في الصين والعودة منها، وأن نظام الإقامة يحد من ذلك. وأضاف كيليتش أن خريجي الجامعات الذين يجتازون امتحانات الخدمة المدنية يتم إرسالهم إلى تركستان الشرقية للخدمة الإلزامية، ويتم تعيين شخص واحد في كل قرية. وأفاد السفير السابق بأن هذه الممارسات تهدف إلى السيطرة على هجرة الشباب من المنطقة وفرض الاستيعاب الثقافي.

«نحن ندافع عن هويتنا في تركستان الشرقية»

أكد سفير تركيا السابق في طهران، يارديم، في كلمته أن المنظمات الدولية اليوم تميل إلى محاسبة التاريخ. وذكّر يارديم بأن قضايا البحث عن حقوق الشعوب الأفريقية أصبحت على جدول أعمال منظومة الأمم المتحدة، بينما تظل القضايا المتعلقة بالأتراك في صمت غالبًا. ولفت السفير السابق الانتباه إلى أن القضايا التركية في الجغرافيا الممتدة من سيبيريا إلى البلقان وألمانيا لا تحظى بالاهتمام الكافي.

وقال يارديم إن قضية تركستان الشرقية قد تبناها الشعب التركي لسنوات طويلة، وإن المثقفين في الصحافة قبل 60-70 عامًا كانوا يولونها الأولوية. من ناحية أخرى، أكد يارديم على ضرورة أن يكون لهذه المسؤولية أساس قانوني؛ وإلا فإنها ستبقى مجرد أقوال.

وذكر يارديم أن هوية تركيا عامل مؤثر في العلاقات مع الصين، ونقل أن ما يؤثر على الصين حقًا هو موقف تركيا، قائلاً:

«يجب أن يتأكد الجميع من هذا: الصين تتأثر بالدول الغربية، لكن الدولة التي تخشاها حقًا هي تركيا. هوية تركيا - أي إذا أردنا الحديث عن هوية تركية - مركزها الأساسي هو الأويغور أنفسهم وتركستان الشرقية. عندما تفهم الصين ذلك، وعندما نتمكن نحن من شرح نوايانا بشكل صحيح، سنكون قد تجاوزنا عقبة مهمة. نحن ندافع عن هويتنا، الهوية التركية، في تركستان الشرقية».

دعوة من رئيس المؤتمر العالمي للأويغور لعدم الانخداع بهندسة الاستيعاب

بدأ رئيس المؤتمر العالمي للأويغور، ألافودون، كلمته بالتأكيد على أن مشاركة اليوم ليست مجرد قضية حقوق إنسان، بل هي مأساة ضد الإنسانية يُحاول إخفاؤها، أي إبادة جماعية ممنهجة.

وأشار ألافودون إلى أن ملايين الأتراك الأويغور يُسجنون في معسكرات الاعتقال دون أي ذنب بسبب هويتهم العرقية ومعتقداتهم الدينية، وأن النساء يتعرضن للقمع، ومعدلات المواليد تُخفض عمدًا، والأطفال يُفصلون عن عائلاتهم ويوضعون في مدارس الاستيعاب الصينية. كما ذكر أن المساجد والمدارس والأضرحة تُهدم بشكل منهجي، وأن الهوية الدينية تُستهدف، وأن هناك محاولة لمحو هوية الشعب ولغته ومعتقداته بالقوة.

وانتقد ألافودون الدعاية التي تنظمها الصين لإخفاء ظلمها، مثل تسويق معسكرات الاعتقال كمراكز تدريب مهني، والمشاهد السعيدة التي تُعرض للصحافة الدولية، والحملات الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي، والضغوط الدبلوماسية التي تُستخدم لإخفاء الحقائق. وقال ألافودون: «لكن الحقيقة هي: في كل شارع في تركستان الشرقية توجد أنظمة مراقبة، وتقنيات التعرف على الوجه، وآليات مراقبة في المنازل. هذه هندسة مراقبة واستيعاب ضد شعب».

إبادة جماعية تحدث في تركستان الشرقية، فما هو الدور الذي يقع على عاتق تركيا؟

ذكّر ألافودون بأن بعض النواب في البرلمان التركي (TBMM) قد قدموا في الماضي مقترحات تحقيق حول الانتهاكات في تركستان الشرقية، مشيرًا إلى المسؤولية التاريخية لتركيا. كما ذكر ألافودون أن تركيا لديها علاقة أخوة عميقة مع تركستان الشرقية من خلال روابط اللغة والثقافة والعقيدة والتاريخ، وأن الظلم الذي تعيشه هذه الجالية يؤثر أيضًا على الضمير الوطني.

وأكد ألافودون أنه بينما كان العالم لا يعترف بتركستان الشرقية، احتضنتها تركيا، وأن القادة الراحلين محمد أمين بوغرا وعيسى يوسف ألب تكين حملوا هذه القضية إلى المحافل الدولية. من ناحية أخرى، صرح ألافودون بأن تركيا تلتزم الصمت حاليًا بشأن قضية تركستان الشرقية، وأنه في حين اعترفت برلمانات 11 دولة بالإبادة الجماعية التي تمارسها الصين، لم يتمكن البرلمان التركي من طرح هذا الموضوع على جدول الأعمال، قائلاً:

«أولاً، يجب إعداد إعلان فوق حزبي في البرلمان التركي يدين الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الصين في تركستان الشرقية. ثانيًا، يجب تشكيل لجنة تحقيق تحت مظلة البرلمان التركي لدراسة انتهاكات الحقوق في تركستان الشرقية. ثالثًا، يجب على البرلمان التركي أن يعترف بالإبادة الجماعية التي تمارسها الصين ضد الأويغور والمجتمعات التركية الأخرى في تركستان الشرقية، وأن يستخدم قوته في المحافل الدولية لوقف هذه الإبادة. رابعًا، يجب أن تكون تركيا فاعلًا مؤثرًا في قضية تركستان الشرقية على الساحة الدولية. يجب أن تشكل صوتًا قويًا في منظمات مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمفوضية الأوروبية، ومنظمة الدول التركية. خامسًا، يجب منح الجنسية التركية أو دعم الاندماج لمواطني تركستان الشرقية الذين يعيشون في تركيا، وتوفير الدعم القانوني والتعليمي والصحي والاجتماعي لهم. كما يجب توفير كل أنواع الحماية ضد ترحيلهم».

شهادة من معسكر اعتقال تهيمن على ورشة العمل

روت قلبنور صديق، الشاهدة على معسكرات الاعتقال التي تعد إحدى أدوات القمع والاستيعاب المنهجي للصين، الوحشية التي عاشتها في غرف التعذيب. وذكرت صديق أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 45 عامًا كن يُسجن بشكل خاص، وأن الفتيات الصغيرات كن يشكلن 90٪ من الإجمالي، بينما شكلت النساء فوق سن 40 عامًا نسبة 10٪.

وذكرت صديق أن التعذيب المطبق في المعسكرات كان يتم بأربع طرق أساسية؛ أجهزة الصدمات الكهربائية، وآلات الضرب، وأنواع مختلفة من التعذيب الجسدي، قائلة: «شعر النساء في المعسكر كان يُقص بالقوة. كن يتعرضن لضغوط نفسية، وكانت النساء الحوامل مستهدفات بشكل خاص. الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 20 عامًا كانوا يُجبرون على العمل، وعلى الرغم من دفع رواتبهم، كانت ظروف معيشتهم صعبة للغاية. تم وضع مراقبين في منازل الرجال وتم التدخل في حياتهم الخاصة؛ وقد تعرض الكثيرون للاغتصاب». وأضافت صديق أنها تعرضت هي نفسها للإجهاض القسري خلال فترة وجودها في المعسكر.

«لقد استُقبلت بحب في تركيا»

صرحت صديق بأن ملايين الأشخاص محتجزون في معسكرات الاعتقال في تركستان الشرقية. وذكرت أنها بعد خروجها من معسكر الاعتقال، سافرت إلى أكثر من 15 دولة لتخبرهم بالتعذيب الذي تعرضت له. وأفادت بأن الشرطة الصينية اتصلت بها في عام 2021 بسبب شهادتها وشكواها، وضغطت عليها لتنفصل قسرًا عن زوجها.

وقالت صديق إن هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها إلى تركيا وإنها استُقبلت بأمان هنا، مؤكدة على ضرورة أن يدعم الشعب التركي وشعوب الولايات المتحدة وأوروبا تركستان الشرقية.

واختتمت ورشة العمل برسائل دبلوماسية ألقاها شخصيات سياسية. وقالت نائبة رئيس حزب "الجيد" ونائبة أضنة، أيوجا تركش طاش: «عندما يتعلق الأمر بتركستان الشرقية، لا يمكن عدم تذكر إسماعيل بك غاسبرينسكي، ومحمد أمين بوغرا، ويوسف ضياء ألب تكين، ووالدي القائد ألب أرسلان تركش، وبالطبع مصطفى كمال أتاتورك، بامتنان ورحمة. لقد فهمنا ورأينا بشكل أفضل كم كانوا أصحاب رؤية عظيمة وكم قدموا من خدمات جليلة، خاصة نحن، وأنا أتحدث عن نفسي، بعد دخولنا عالم السياسة».