"المقالات المنشورة في هذه المنصة تعبر عن الآراء الشخصية للكتاب. لا يمكن تحميل موقع www.baskentpostasi.com المسؤولية عن هذا المحتوى."
أيدين بنلي
17 سبتمبر 2025
"تركستان الشرقية بحاجة إلينا، ومن بات شبعانًا وجاره جائع فليس منا"
"منتصف الليل... بينما تُغلق الأبواب الحديدية لأحد المعسكرات في أورومتشي، يتردد صدى بكاء طفل في الداخل. تمد أمه يدها لكنها لا تستطيع الوصول إليه؛ يكبت أبوه دموعه. هذا الطفل محروم من حريته ليس فقط لأنه طفل، بل لأنه تركي ومسلم. هذا المشهد هو حقيقة تركستان الشرقية اليوم."
"هناك، يُحتجز مئات الآلاف من الناس في المعسكرات. يُحظر القرآن، وتُغلق المساجد، وتُخرس الألسنة. تُترك الأمهات بلا أبناء، والأبناء بلا أمهات. يُعلن الإنسان مذنبًا لأنه يحافظ على هويته وعقيدته. هذا ليس مجرد ظلم، بل يُنقش كوصمة عار سوداء في تاريخ الإنسانية."
"لكن القضية ليست مجرد قضية هوية. في جوهر الأمر تكمن ثروات منطقة تركستان الشرقية، التي تسميها الصين شينجيانغ. تحت أرضها توجد معادن استراتيجية مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم واليورانيوم. وفوقها تقع النقطة المحورية لمشروع «طريق الحرير» العملاق الذي سيشكل مستقبل العالم. لهذا السبب تريد الصين السيطرة على تلك المنطقة وإسكات شعبها."
"والأمر الأكثر إيلامًا هو أن العديد من الدول التركية والإسلامية تتغاضى عن هذا الظلم من أجل اتفاقياتها التجارية مع الصين. تُخنق صرخة المظلوم في ظل مشاريع بمليارات الدولارات. تُباع الإنسانية من أجل المصالح الاقتصادية."
"وماذا عنا نحن؟ ماذا سنفعل؟ هل سنبقى صامتين؟"
"لا! لن نتغاضى عن ذلك. لأننا أمة نبي قال: «من بات شبعانًا وجاره جائع فليس منا». ولأننا أمة لا تسلم أخاها للظالم، وتحتضن اليتيم، وتناصر المظلوم."
"يجب على دولتنا وأمتنا أن تقف إلى جانب المظلوم اليوم كما فعلت على مر التاريخ. من واجبنا إنقاذ إخواننا في تركستان الشرقية من هذا الظلم، وإحضارهم إلى تركيا ومنحهم الجنسية، وتوفير فرص العمل والعيش لهم، ومشاركتهم خبزنا. أراضي الأناضول الخصبة لا تكفينا وحدنا، بل تكفي أيضًا لإخواننا الذين يلجؤون إلينا."
"فكروا للحظة... ألن تذرف أم قادمة من تركستان الشرقية دموع الفرح عندما تربي طفلها بأمان هنا؟ ألن يقول أب وهو يضع جبهته على الأرض ساجدًا: «الحمد لله، أنا حر»؟ ألن ينظر ذلك الطفل إلى الغد بأمل وهو ينشأ بلغته وعقيدته؟"
"هذه قضية فوق السياسة. هذه القضية هي اختبار لضميرنا وإيماننا وإنسانيتنا، وعلينا ألا ننسى. هم دمنا وروحنا وأمانة التاريخ المتبقية لنا. الحفاظ على الأمانة هو الحفاظ على كرامة الإنسان. لا ينبغي أن ننسى أننا فتحنا أبوابنا للعرب المظلومين في المنطقة وقمنا بحمايتهم، والآن حان دور إخواننا في تركستان الشرقية. كل تركي يولد جنديًا، وإخواننا في تركستان الشرقية لن يكونوا عبئًا علينا بل سيضيفون قوة لنا. هذا الوضع فوق السياسة، وإنقاذ إخواننا من الظلم هو واجب أخوي علينا. نستودعكم الله، وداعًا."