الصرخة الصامتة لأتراك الأويغور والضمير المشترك مع فلسطين

13 أكتوبر 2025

بقلم سميراء تُرك / خبيرة في الاتصال الاستراتيجي

كانت تركستان الشرقية على مر القرون مركزًا هامًا للحضارة التركية والإسلامية. أما اليوم، فقد أصبحت هذه المنطقة، التي يقطنها ملايين من أتراك الأويغور الذين يناضلون من أجل الحفاظ على هويتهم الثقافية، قضية تسترعي اهتمام الضمير الإنساني عن كثب.

إن سياسات الصين في تركستان الشرقية تخضع لمراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي. بالنسبة لتركيا، لا تتمثل القضية في اتخاذ موقف ضد دولة ما، بل في مسؤولية الدفاع عن كرامة الإنسان والحقوق الثقافية والقيم العالمية.

فلسطين وتركستان الشرقية: ضمير مشترك وأجندات مختلفة

لطالما كانت القضية الفلسطينية مسألة حافظت على حيوية وعي المجتمع التركي على مر التاريخ. وقد نقلت القيمة الرمزية الدينية والثقافية للقدس هذا الوعي إلى بُعد عالمي.

إلا أنه يُلاحظ أن هذه الحساسية الإنسانية ذاتها لم تظهر بنفس القدر في مواجهة القمع الثقافي والاجتماعي الذي تشهده تركستان الشرقية.

في حين أنه يجب تقييم كل من قضية فلسطين وتركستان الشرقية بنفس ميزان الضمير تحت عناوين حقوق الإنسان والحرية والكرامة.

في القرن الحادي والعشرين، الأساس هو التوافق لا القوة

تدير تركيا علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية على أساس المصالح المتبادلة والاحترام والتعاون. ولكن لا ينبغي لهذه العلاقات أن تلقي بظلالها على الاهتمام بقضايا الحقوق الثقافية والقيم الإنسانية.
في القرن الحادي والعشرين، لا يمكن الحفاظ على وحدة الأراضي بالقوة، بل بالتفاهم والتوافق المتبادل.

وفي هذا السياق، ينبغي على الصين، بدلاً من النظر إلى تركستان الشرقية على أنها "قضية داخلية" أو "منطقة حساسة"، أن تعتبرها مصدر ثراء لتنوعها الثقافي الممتد لآلاف السنين.
تركستان الشرقية ليست "نقطة الضعف" الأكثر حساسية للصين، بل هي جزء مهم من فسيفسائها الثقافية وتراثها الحضاري.
وهي ليست منطقة إشكالية في مواجهة العالم الخارجي، بل يمكن أن تصبح، بالسياسات الصحيحة، عنصراً مساهماً على الصعيدين الثقافي والاقتصادي.
لذلك، يجب على الإدارة الصينية، بدلاً من السياسات القمعية والتنميطية والقائمة على الصهر الثقافي التي طبقتها في الماضي، أن تتبنى نهجاً شاملاً يعترف بالحقوق الثقافية ويضمن حرية المعتقد.

فالسلام والأمن والوحدة الحقيقية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الانتماء الطوعي والعدالة والمساواة.

ما الذي يجب فعله؟

  1. التوعية وتدفق المعلومات:يجب على الأوساط الأكاديمية والإعلام والمجتمع المدني أن يطرحوا قضية تركستان الشرقية على جدول الأعمال، استناداً إلى مصادر دقيقة وبدون تحيز.
  2. الحساسية الدبلوماسية:يجب على تركيا أن تواصل استخدام لغة دبلوماسية تستند إلى القيم الإنسانية، مع الحفاظ على أساس الاحترام المتبادل في علاقاتها مع الصين.
  3. تضامن العالم التركي:يجب على كيانات مثل "منظمة الدول التركية" أن تضع مبادئ مشتركة فيما يتعلق بالحقوق الثقافية.
  4. القانون الدولي وحقوق الإنسان:لا يمكن اعتبار حقوق الإنسان شأناً داخلياً لأي أمة؛ فهي قيمة عالمية.

الخلاصة: الضمير لا جغرافيا له

قضية فلسطين وتركستان الشرقية، على الرغم من اختلاف جغرافيتهما، هما موضوع لنفس الوعي الضميري. يجب على تركيا، بصفتها دولة كانت على الدوام صوتاً للمظلومين عبر التاريخ، أن تواصل تبني موقف دبلوماسي يضع العدالة في أولوياته.

إن خلق وعي ليس موجهاً ضد الصين، بل ضد السياسات التي تنتهك حقوق الإنسان في تركستان الشرقية، هو ضرورة أخلاقية واستراتيجية.
في القرن الحادي والعشرين، لا يُبنى السلام بالقمع، بل بالحوار والمساواة والاحترام المتبادل.

القوة الحقيقية لا تكمن في القمع، بل في التوافق والعدالة والضمير.

https://www.yolcutvhaber.com/haber/sumeyra-turk-yazdi-uygur-turklerinin-sessiz-cigligi-ve-filistinle-ortak-vicdan