تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني

 

 تركستان الشرقية، منطقة من عالمنا الإسلامي، ينهل المسلمون من علم أهلها وحضارتهم منذ مئات السنين وإلى اليوم. والإسلام في تركستان الشرقية هوية تمتزج بتكوين وثقافة وسلوك التركستانيين فهي جزء من بلاد ما وراء النهر التي قدمت للإنسانية أعلام الحضارة الإسلامية. وهي حضارة نشأت بالإسلام، فكانت في خدمته.

 وقد أقام الأويغور- وهم مسلمو تركستان الشرقية – أول دولة تركية مسلمة في التاريخ، وأخذوا على عاتقهم مهمة نشر الإسلام بين الأتراك. وحالة الأويغور اليوم تحت الحكم الصيني تشبه حال إخوانهم الفلسطينيين. وتستغل الصين الاتجاه السائد دوليا ضد الإسلام والمسلمين، وتتهم المسلمين هناك بتهمة محددة هي "الإرهاب"، والوقوف وراء أعمال العنف؛ لقمع التركستانيين الذين يتوقون ويعملون من أجل الحفاظ على هويتهم الثقافية والحضارية.

 والتساؤل الآن، لماذا تتمسك الصين بتركستان الشرقية رغم الاختلاف الحضاري والعرقي واللغوي بينهما؟

  ولماذا تحرص على دمجها بالقوة في دولة الصين؟

  ولماذا يعيش المسلمون في تركستان الشرقية في أوضاع اجتماعية واقتصادية وثقافية صعبة؟

 والسبب هو ما حبا الله به بلادهم من موقع وثروات، حتى صارت عصب الاقتصاد الصيني.

 ويسعى أهلها اليوم للحفاظ على هويتهم، ومقاومة ما تتعرض له قضيتهم من تعتيم، وتهميش. أما قضيتهم، فهي موضوع الكتاب الذي بين أيدينا، إن هذا الكتاب محاولة جادة لحفظ تاريخ تركستان الشرقية الحديث، ليبقى حاضرا في الأذهان. إنه مقاومة لطمس الهوية، وتزييف التاريخ التي يتعرض لها شعب الأويغور التركي المسلم بصورة منهجية منذ أكثر من نصف قرن، وكشف لصفحات ينبغي معرفتها من تاريخ هذا الشعب التركي المسلم، ولعله يكون حافزا لمزيد من اهتمام الباحثين العرب بقضية تستحق منا الاهتمام، إنها قضية تركستان الشرقية.

 

 أ.د. ماجدة مخلوف

رئيس قسم اللغات الشرقية

جامعة عين شمس

 

(مقدمة كتاب تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني)